responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكلمات المقدسة نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 548
لكن القرآن ـ مع التزامه الصدق التام ـ جاء في قمة قمم البلاغة.

قلت: إلى الآن.. لم أفهم سر حرصك على هذه القمم التي تتحدث عنها بثقة عجيبة.. لو كنت مسلما، لقلت: إن الرجل مسلم.. ويجب عليه أن يقول هذا وإلا طرد من ساحة المسلمين، فتطلق زوجته، ويرمى في غير مقابر المسلمين، ولكني أراك مسيحيا، فكيف تصر على هذا؟

قال: إن كوني مسيحيا لا يحول بيني وبين الاعتراف بالحق لأهله.. لقد رأيت كثيرا من إخواننا المسيحيين يعلمون أولادهم القرآن حرصا على تنمية قدراتهم البلاغية.. وقد فعل والدي ذلك.. فلذا تراني أحفظ القرآن.. لقد حفظته في الكتاب مع أولاد المسلمين.

قلت: فما الذي جعلك تصر على اعتباره أبلغ كلام وأفصحه؟

قال: أنت تعرف أن الكلام من حيث بلاغته ثلاثة أنواع: فمنه البليغ الرصين الجزل.. ومنه الفصيح القريب السهل.. ومنه الجائز الطلق الرسل.

كل الكلام البليغ لا يخرج عن هذه الأنواع.. فالقسم الأول أعلى طبقات الكلام وأرفعه.. والقسم الثاني أوسطه وأقصه.. والقسم الثالث أدناه وأقربه ([137]).

قلت: فأنت ترى أن القسم الأول هو الذي ينتمي إليه القرآن؟

قال: لو كان كذلك لما كان معجزا.. أو لكان معجزا بالنسبة للقسم الذي ينتمي إليه..

قلت: فإلى أي قسم ينتمي إذن؟


[137] ذكر هذا النوع من الإعجاز البلاغي القرآني أبو سليمان حمد بن محمد بن إبرهيم الخطابي البستي (توفي سنة 388) في رسالته الوجيزة التي وضعها في بيان إعجاز القرآن، وهو من السابقين الباحثين في هذا الباب.

نام کتاب : الكلمات المقدسة نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 548
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست