صمت قليلا، ثم قال: ليس
ذلك فقط.. الكتاب المقدس يركز كثيرا على الطقوس.. ويتصور الطهارة ـ التي هي في
عمومها طهارة حسية ـ قمة قمم الرقي الإنساني.
بينما القرآن يعتبر
الطهارة هي بداية الرقي.. فالروح تبدأ من الطهارة لترتقي في درجات الكمال التي لا
تنتهي..
ودرجات الكمال في القرآن
تبدأ من القلب.. بتطهيره من كل الأوزار التي تحول بينه وبين صحبة الله.. فالله لا
يحب إلا الطاهرين، ولا يصحبه إلا الطاهرون، ولذلك لا ينجو عند الله إلا أصحاب
القلوب السليمة:{ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ
سَلِيمٍ}(الشعراء:89)، وقد أثنى القرآن على إبراهيم أعظم الثناء، ففيه:{ إِذْ جَاءَ رَبَّهُ
بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}(الصافات:84)