رسول الله، ما يُبكيك؟ وقد غفر
الله لك ذنبك ما تقدم وما تأخر، فقال:( ويحك يا بلال، وما يمنعني أن أبكي وقد أنزل
عليّ في هذه الليلة:{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ
وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأولِي الألْبَابِ }، ثم قال:( ويل
لمن قرأها ولم يتفكر فيها )([123])
ذرف بعض الدموع، ثم قال:
بالقرآن تعيش أجواء روحية عالية تفتقد مثلها، وأنت تقرأ الكتاب المقدس.
لقد قارنت بين الدعاء في
القرآن، والدعاء في الكتاب المقدس، فوجدت فرقا كبيرا:
الدعاء في القرآن ينبئ
عن علاقة روحية عميقة للداعي بالله، فهو يستشعر قربه وحضوره، وكرمه، فهو لا يدعوه
فقط ليحقق مطالبه، وإنما يشعر بأنه يتقرب إليه، ويقترب منه.
ليس ذلك فقط، بل اعتبر
عدم رفع الأيدي بالدعاء نوعا من أنواع الكبر، فقد جاء تتمة للآية التي
ذكرتها:{ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ
دَاخِرِينَ( (غافر: 60)
والقرآن يحكي دعوات
المؤمنين ولجوءهم الدائم إلى الله: