أخرى([122]).. وهو يرى أنها هي الأقوال الصحيحة لأنها تنسجم مع
ما فعله محمد مع وفد زار مدينته من المسيحيين.
لقد روى ابن إسحق وهو
يؤرخ حياة نبيهم أن وفد نجران ـ وهم من المسيحيين ـ لما قدموا على محمد بالمدينة،
دخلوا عليه مسجده بعد العصر، فكانت صلاتهم، فقاموا يصلون في مسجده، فأراد الناس
منعهم، فقال محمد:( دعوهم ) فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم.
قلت: فهم مختلفون في هذه
المسألة إذن.
قال: أجل.. وإمام هذا
المسجد يرى هذا الرأي.. ولهذا كثيرا ما تجد المسيحيين، بل وغيرهم من أهل الديانات
المختلفة يزورون هذا المسجد ليروا كيفية أداء المسلمين شعائرهم الدينية.
وقد وضع إمام المسجد
لأجل هذا محلا خاصا بهؤلاء حتى لا يحصل أي تشويش على المصلين.
قلت: فلم لم يصدر رؤساء
دينهم قرارات ترفع هذه الخلافات؟
قال: لا.. الأمر مختلف
عند المسلمين.. هم يتصورون أن الوحدة في التعدد، وأن الفرقة في جبر الناس على
التوحد.
قلت: كيف ذلك؟.. كيف
تصبح الوحدة فرقة؟
قال: أنت تعلم قيمة
العقل في الإسلام.. وتعرف أن بناء الأحكام الشرعية ينطلق من النصوص، ولكنه لا يفهم
إلا بالعقل.. ولذلك قد تختلف العقول أحيانا.. ولا يصح لعقل أن يسلم
[122]
انتصرنا لهذه الأقوال في سلسلة (فقه
الأسرة برؤية مقاصدية) في الجزء الخاص بـ (الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد)