responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكلمات المقدسة نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 379
قال: أنت تعرف قلة صبري أمام كل ما يمس المسيح ودين المسيح.

قلت: أجل.. فاترك ذلك لي.

لست أدري كيف شعرت بلذة عظيمة، وأنا أستعد لأسمع من كلام العقل والحكمة ما ينير لي الطريق الذي كان مظلما في عيني.. لم أكن حينها لا في دين المسيح، ولا في دين محمد.. ولكني مع ذلك كنت أشعر أن خيوطا كثيرة بدأت تتجمع لتجذبني إلى دين محمد.

ذهبت إلى مكتبي، ففوجئت بوقوف الرجل أمام بابه ينتظرني، كان ـ بحسب شكله ـ رجلا منشغلا عن نفسه، لا تظهر عليه آثار النعمة التي حدثني عنها أخي.. وكأنه اكتفى بما لديه من حكمة وعقل عن المال الذي يملكه.

رحبت به، وادخلته مكتبي، وقلت مجاملا له: ها قد جاء حكيم الإسكندرية أخيرا لزيارتنا.. وليملأنا شرفا وحكمة.

اكتفى بالابتسامة، وقال: الحكمة لا تختص بالإسكندرية.. والعقل لا يختص بأحد من الناس.. العقل نهر جار ممدود بمنابع لا تجف، ليصل لكل الناس.

قلت: ولكن أكثر الناس يغلقون حنفيات عقولهم ليمتنعوا من الارتواء بهذا النهر الجاري.

قال: أجل.. وهم لذلك يموتون عطشا.. تموت عقولهم التي هي سر حياتهم.. وسر وجودهم.. وهم يتعذبون قبل موتهم.. لأنه لا لذة بلا عقل.

قلت: هل جئت تحدثني عن العقل.. أم عن الكتاب المقدس؟

قال: عن كليهما.. عن إخضاع العقل للكتاب المقدس؟ أو إخضاع الكتاب المقدس للعقل؟

نام کتاب : الكلمات المقدسة نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 379
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست