قال: ليس هذا فقط.. لقد تعاملت مع نفسي كما أتعامل مع
الأجنبي.. ورحت أحلل أسرار انجذابي للقرآن وثقتي فيه.. والتي تربو على ثقتي في
كتابنا المقدس.
قلت: فما وجدت من هذه
الدراسة التحليلية؟
قال: أشياء كثيرة جدا لا
يمكنني أن أفصل لك ذكرها هنا.. ولكني من خلال اهتمامي بالأسانيد عرفت أن القرآن هو
الكتاب الوحيد المحفوظ حفظا صحيحا من بين جميع الكتب المقدسة.. وقد كان ذلك مثار
عجب عندي..
لقد ظللت أقول لنفسي: لو
كان هذا الكتاب كاذبا على الله، فهل يأذن الله بحفظه بهذه الصورة العجيبة.. لكأن
الكون كله خرسانة مسلحة حمي بها هذا الكتاب.. فلم يجرؤ جميع اللصوص على الاقتراب
منه.
قلت: كيف عرفت ذلك؟.. إن
البحث في هذا ليس بالسهولة التي تتصورها.
قال: أجل.. ولكن الله
يسر لي هذه المكتبة الضخمة التي ترجع الكثير من نسخها إلى القرون المتطاولة.. وقد
بحثت فيها، فوصلت إلى الحقيقة التي ذكرتها لك.
قلت: فهل ستفصل لي خلاصة
ما وصلت إليه؟
قال: إن لم يشغلك ذلك
عما جئت من أجله.
قلت: لا.. لعلي لم أحضر
إلا لأجل هذا.
قال: ألم أقل لك: كأني
أعرفك.. لقد مررت في يوم من الأيام بنفس الحالة التي تمر بها.. لكني لا أجرؤ على
قول شيء.. لأني لا أكاد أذكر شيئا.