قلت: ومن أين تقتات؟.. أراك
تفتح أبوابها للراغبين بالمجان.
قال: من عرف كيف يتغذى
بالكلمات الطاهرة لم يحتج إلى أي غذاء.. فللكلمات خلقنا لا للأقوات.
قلت: ذكرتني بقول
يوحنا:( في البدء كان الكلمة.. )(يوحنا:1/1)
قال: أنت تهتم بالكتاب
المقدس إذن.. لقد خصصت جناحا كبيرا في المكتبة للكتب المقدسة جمعت فيه مخطوطاتها
وتفاسيرها.
قلت: فدلني عليه.
سار معي إلى ركن جميل..
هو أجمل أركان القاعة.. وقال: هذا هو ركن الكتب المقدسة.. وقد سميته ( الكلمات
المقدسة ).. ولا يدخل أحد إلا بإذني، وبعد أن ألمس فيه صدق الطلب.
قلت: فقد لمست في صدق
الطلب إذن.
قال: أصدقك بأني قد
ارتحت كثيرا لمرآك.. لست أدري.. لعل لي علاقة بك من قديم لا أعرفها..
قلت: أنا لا أعرفك.. ولا
أذكر أني رأيتك من قبل.. بالإضافة إلى أني غريب عن هذه البلاد.
قال: لا أقصد علاقتنا
هنا.. بل أقصد علاقتنا هناك في العالم الذي لم تكن معنا فيه أجسادنا.