قلت: ربي.. إذا قال لي ربي يوم الدينونة: كيف تشك في كلامي؟..
وكيف تضعه في مشرحة البحث كما تضع أي كلام، فما عساي أقول له؟
قال: قل له: يارب.. لقد
رأيت كلامك المقدس يحذرنا من المتنبئين الكذبة، فخشيت أن يختلط كلامك الجميل بكلام
الكذبة.. وخشيت فوق ذلك أن أحمل صورة مشوهة عنك بسبب ما يرجف الكذبة عليك.. الكذبة
الذين حملوا أقلام الكتبة.
قلت: أترى ذلك مجديا لي
عند ربي؟
قال: بل ذلك ما يجديك
عند ربك.. ألم يخلق الله لك عقلا؟
قلت: بلى.. ولولاه ما
تحدثت معك، وناقشتك.
قال: لم ناقشتني؟
قلت: لأبحث عن الحقيقة.
قال: فناقش كلام ربك
لتبحث فيه عن الحقيقة.. فلا خير في حقيقة لا تناقش.
قلت: ولكن كيف أبحث عن
الحقيقة في هذا.. لو كان مؤلف هذا الكتاب بيننا لذهبت إليه، وتحدثت معه عن سر كل
كلمة قالها.
قال: والله معنا لا
يغيب.. لقد وضع في عقولنا برامج الحكمة التي نميز بها بين الحق والباطل.