والصدفة إن
أمكنتها خلق شيء فلابدّ وأن تكون موجودة هي بنفسها.. فنسأل من هو مُوجِدها؟ وإن لم
تكن موجودة فيقال: إنّ المعدوم لا يمكنه إيجاد شيء.. على أنّ الصدفة العمياء شاردة
غير منتظرة، لا تخضع لأي حساب وقانون، بل تخالف الحسابات العلمية، فكيف يمكنها أن
توجِد هذه الخلائق الكونيّة التي تُبهر العقول وتُدهش العقلاء؟
وكيف يمكنها
أن توجِد المادّة الأولى لهذا العالم كما يزعمون حتّى يكون العالم ماديّاً؟
وكيف يمكنها
أن توجِد تكاملها وعلّية موجوداتها فيما بينها ـ كما يدّعون ـ حتّى يكون العالم
صدفياً؟ والحال أنّ الصدفة عمياء صمّاء، وليس لها حظٌّ من العطاء.
ولنبرهن على
هذا الأمر بدليل عقلي علمي وجداني، ونفرض أنّ كتاباً صغيراً مرتّباً على مئة صفحة
قد فُرّقت أوراقه وخُلطت أعداده، ثمّ اُعطيت بيد شخص أعمى حتّى يُرتّبها وينظّم
صفحاتها بواسطة سحب تلك الأوراق مسلسلة إحداها بعد الاُخرى..
ترى ما هي
نسبة إحتمال الموفّقية بأن يكون السحب الأوّل مصيباً للورق الأوّل؟ الجواب: 1%.
ثمّ ما هي
نسبة إحتمال أن يكون السحب الثاني مصيباً أيضاً للورق الثاني؟
الجواب:
100001 وذلك بعمليّة (100001 = 1001 × 1001).
ثمّ ما هي
نسبة أن يكون السحب الثالث أيضاً مصيباً للورق الثالث؟