رفع آخر يديه،
وقال([362]): إلهي أتراك
بعد الايمان بك تعذبني!؟ أم بعد حبي إياك تبعدني!؟ أم مع رجائي لرحمتك وصفحك
تحرمني!؟ أم مع استجارتي بعفوك تسلمني!؟ حاشا لوجهك الكريم أن تخيبني، ليت شعري
أللشقاء ولدتني أمي، أم للعناء ربتني!؟ فليتها لم تلدني ولم تربني، وليتني علمت
أمن أهل السعادة جعلتني؟ وبقربك وجوارك خصصتني؟ فتقر بذلك عيني وتطمئن له نفسي.
***
رفع آخر يديه،
وقال([363]): يا من إذا
سأله عبد أعطاه، وإذا أمل ما عنده بلغه مناه، وإذا أقبل عليه قربه وأدناه، وإذا
جاهره بالعصيان ستر على ذنبه وغطاه، وإذا توكل عليه أحسبه وكفاه.
إلهي من الذي
نزل بك ملتمسا قراك فما قريته!؟ ومن الذي أناخ ببابك مرتجيا نداك فما أوليته!؟
أيحسن أن أرجع عن بابك بالخيبة مصروفا، ولست أعرف سواك مولى بالاحسان موصوفا!؟ كيف
أرجو غيرك والخير كله بيدك!؟ وكيف أؤمل سواك والخلق والامر لك!؟ أأقطع رجائي منك
وقد أوليتني مالم أسإله من فضلك؟ أم تفقرني إلى مثلي وأنا أعتصم بحبلك!؟ يا من سعد
برحمته القاصدون، ولم يشق بنقمته المستغفرون كيف أنساك ولم تزل ذاكري!؟ وكيف ألهو
عنك وأنت مراقبي!؟ إلهي بذيل كرمك أعلقت يدي، ولنيل عطاياك بسطت أملي، فأخلصني
بخالصة توحيدك، واجعلني من صفوة عبيدك.
***
[362] من دعاء السجاد في مناجاة الخائفين (ببعض تصرف)
[363] من دعاء السجاد في مناجاة الراجين (ببعض تصرف)