قلت: أجل..
لقد كتبت كل ما طلبت مني.. ولكني محتار في صاحب الرسالة.. لقد وجدتها في يدي فجأة،
وأنا لا أعلم لمن أوصلها.
قال: فاحتفظ
بالكتاب لنفسك.. وسيأتي اليوم الذي تعرف فيه أصحاب الرسالة.
قلت: ولكنها
أمانة.. ولابد أن أوصلها إلى أهلها في أقرب وقت.. ولا يمكنني أن أفعل ذلك ما لم
أعرف صاحبها الآن.
قال: لكل شيء
أوانه.. خذ هذه الرسالة.. وخزنها عندك.. وارحل بها إلى كل محل.. فربما ترى أهلها
في يوم من الأيام.. وحينذاك اقرأها عليهم، وبلغهم سلامي.
***
أخرج لنا
جاستن ورقة من جيبه، وقال: هذه هي الرسالة التي أملاها علي الغزالي.. وهي التي
جعلتني أذكر تلك الأيام الجميلة التي تحركت فيها للبحث عن ربي..
قلنا: فكيف
وجدتها؟
قال: عندما
ذكر لي ذلك خبأتها في حقيبة من الحقائب التي أضع فيها حاجاتي النفيسة.. وقد غفلت
عنها بسبب الأهواء التي اجتذبتني.. وبينما كنت اليوم أنظر في تلك الحقيبة إذا بي
أجدها، وأجد معها كل تلك الذكريات الجميلة التي ذكرتها لكم.
قلنا جميعا
بصوت واحد: لاشك أن الغزالي كتب هذه الرسالة لنا.. فهلم نفعل ما أمرنا به.. فلعل
الله أن يفتح علينا بذكر اسمه ما فتح على أوليائه وقديسيه.