وذكر أهل
اليمين، فقال عنهم: وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلامٌ لَكَ
مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ(91) (الواقعة)
وذكر المكذبين
الضالين، فقال عنهم: فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93)وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ(94)
(الواقعة)
قلت: دعني من
حديث القرآن.. وحدثني بما يقول العقل.. كيف يتحول الموت من شبح مزعج إلى صديق
مؤنس؟.. ألا ترى هذا محالا في موازين العقول؟
قال: أرأيت لو
قيل للناس.. لجميع الناس: إن هناك فترة من حياتكم بعد بلوغكم الشيخوخة، أو بعد
إصابتكم بمرض خطير يشل أعضاءكم جميعا تولدون من جديد.. لا شيبا كما كنتم، بل شبابا
أقوياء.. ويمتد شبابكم أمدا لا ينتهي.
قلت: أيمكن أن
يكون ذلك؟
قال: لو قيل
ذلك، ورآه الناس بأعينهم.
قلت: يرون
الشيخ الكبير ينام أمامهم، ثم في الصباح يرونه، وقد اخضر عوده، واشتدت أوصاله،
وقام قوامه.
قال: نعم.. لو
رأو ذلك بأعينهم، كيف يكون حالهم؟
قلت: إنهم
حينها يبدلون كل أشعارهم التي قالوها عن الشباب ليمدحوا بها الشيخوخة،