(لا أدرية) كانت من ابتكار عالم الأحياء توماس
هكسلي في عام 1869.
كانت هذه هي
نظرتي عندما كنت مزهوا بالعلم فانيا فيه..
لكني بعد أن
ارتد إلي وعيي وصحوت من سكرتي رأيت أن الأمر مختلف تماما.. وأن الكون لا يحمل تلك
الصورة المشوهة التي حملها العلماء الذين سكروا بما اكتشفوه من اكتشافات عن حقيقة
العلم.
لقد قال عالم
الفيزياء الفلكية دنيس شياماً يعبر عن النظرة الجديدة: (لعل أهم اكتشاف علمي من
اكتشافات القرن العشرين هو أن الكون بأكمله، بوصفه كلية واحدة، قابل للبحث
العقلاني باستخدام أساليب علمي الفيزياء الفلك)
لقد تيسرت هذا
بمجيء نظرية النسبية العامة لأينشتاين، فهي ـ خلافاً لنظرية نيوتن في الفيزياء ـ
قد جمعت بين الجاذبية والمكان والزمان.. يقول ويلر: (لقد علمنا أينشتاين أن المكان
عنصر مشارك في الفيزياء، لا ميدان للفيزياء فحسب).. والأمر نفسه ينطبق على الزمان.
وعملية
التوحيد هذه زودت الفيزيائيين للمرة الأولى بأدوات البحث المفصل في بنية الكون
بأكمله وفي أصله ومآله.. فبعد نشر النسبية العامة رأينا الفلكي ويلم دي سيتر،
والرياضي ألكساندر فريدمان يستنتجان كل على حدة، أن الكون آخذ في التمدد.
ثم جاءت إشارة
ثانية من مجال الفيزياء النووية.. فقد كان كيميائيو القرن التاسع عشر يعرفون أن
الشمس لا يمكن أن تحرق وقوداً تقليدياً.. فالاحتراق الكيميائي العادي لم يكن يصلح
تفسيراً لطاقة الشمس، إذ لو كانت كتلة الشمس كلها فحماً لأحرقت نفسها في غضون
ثلاثمائة عام..
وظلت الشمس
لغزاً إلى حين اكتشاف الطاقة النووية في السنوات الأولى من القرن العشرين