responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 631
يكدر، ولا يتغير.

نهضت من الكرسي الذي كنت أجلس عليه.. وقلت: لا.. لا يمكنني الصبر أكثر من هذا.. مر يا صديقي.. يا صاحب السجن بإيداعي معه هذه الأيام.. أريد أن أسجن معه إلى أن يأتيه أجله.

ابتسم مسؤول السجن، وقال: لقد أصابك ما أصابنا.. إن كل من تراهم من رفاقنا يحلمون بما تحلم به.. كلهم يستعمل كل الأساليب والوسائل ليتصنت على تلك الكلمات العذبة التي يتفوه بها ذلك الفم الطاهر.

قلت: هيا.. أسرع.. مر بي إلى السجن.. أريد أن لا يشعر إلا بأني سجين كسائر السجناء.. فأنا أخشى إن عرف حقيقتي أن يتغير عن الصفة التي حدثتموني عنها.

ابتسم المسؤول، وقال: لا تزال لا تعرفه.. والله لو حضر ملك هذه البلاد بنفسه لما اهتز له عرق، ولا تحرك له جفن.. إنه كالجبل الصامد.. يفعل ما يراه صوابا.. لا يهمه من يكون معه.. ولا يهمه من يكون ضده.

قال آخر: وهذا الذي جعله يتردد على السجون كل حين..

قال آخر: لقد حاول كل الطغاة إغراءه.. لكنهم كانوا كمن يحاول أن يحرك الجبل عن مكانه.

قلت: هيا.. أنا ذاهب إليه.. أمرتم أو لم تأمروا.

ضحك صديقي صاحب السجن، وقال: مهلا.. هل تريد أن تدخل السجن بثيابك.. لأهل السجن ثيابهم.. ولا يمكنك أن تكون سجينا من دونها.

قلت: هلم لي بها.

نام کتاب : الباحثون عن الله نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 631
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست