لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا
فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)([319])
ولذلك جعل
الله تعالى جهنم دركات مختلفة بعضها فوق بعض، كما قال تعالى:
وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لا
يُظْلَمُونَ
(الاحقاف:19)
وقال في الفرق
بين الطرق المختلفة لتعاملهم: وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ
تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ
بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً ذَلِكَ
(آل عمران: من الآية75)
بل ورد في
السنة ما يدل على أن أهل جهنم مقسمون بحسب نفسياتهم وأسباب إعراضهم عن الله، وذلك
في قوله (ص):( المرء مع من أحب)([320])، وقوله (ص):(
خمس صلوات من حافظ عليهن كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ
عليهن لم يكن له نور يوم القيامة ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع فرعون
وقارون وهامان وأبي بن خلف)([321])
***
التفت إلينا
صاحبنا الهزاز، وقال: هذا حديثي مع ذلك الرجل الفاضل.. لقد عشت في رحاب كلماته
أياما جميلة.. ولكني.. سرعان ما تثاقلت إلى الأرض بعد أن عرضت علي بعض المناصب
الرفيعة.. فصرت بدل أن يهتز قلبي لله محبة وشوقا وأنسا أحرك أعضائي وأرقص بها في
حركات هي أقرب إلى البهلوانية منها إلى الإيمان.