على
أعناقكم، ويجئ الناس بالاخرة، فانى لا أغني عنكم من الله شيئا)([273])
وهذا القانون
الإسلامي هو الفاصل بين فهم الإسلام لدور الكسب، وبين فهم المسيحية التي تربط مصير
الخلق جميعا بخطيئة أبيهم آدم ، ثم تربط
تكفير الخطيئة بمن لم يعملها.
ومنها وهم
الانتساب إلى مذاهب أو أديان مع الخلو من الأعمال، فيتصور المتوهم أن انتسابه وحده
كاف في نجاته، ولذلك قال تعالى رادا على بني إسرائيل في قولهم:
لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى
(البقرة: من الآية111)
وقد رد الله
تعالى على هذا الوهم بقوله تعالى: تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا
بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (البقرة: من الآية111)
ويدخل في هذا
الوهم هذه التصنيفات الكثيرة التي امتلأت بها أسماع الأمة من تقسيمها إلى سنة
وشيعة وغيرها.. فيحسب كل سني أنه قد ظفر بالفردوس الأعلى ما دام قد احتكر سوق
السنة..ويحسب الشيعي أن غيره عامة لن يرقى إلى رتبته ما دام قد احتكر سوق أهل
البيت..
وهذه كلها
أوهام..
فالله تعالى
قسم عباده أقساما كثيرة.. وليس منها واحد من هذه الأقسام، فقد قال تعالى:
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ
ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ
بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) (فاطر:32)
فكل صنف من
هذه الأصناف قد يكون سنيا، وقد يكون شيعيا، وقد يكون من غيرهما.
فالله تعالى
بعدله لن يسأل الناس يوم القيامة عن متون العقائد، وهل حفظوها، وإنما يسألهم