قلت: بدخول أهلها.. إذا دخل الحكماء دخلت الحكمة معهم.
قال: ألا أدلك على من هو أشرف مني وأكرم.. وهو أولى مني بالدخول إلى بيتك؟
قلت: من هو؟
قال: لقد ذكرت لك أن مهمتي هي الدلالة لا التعريف.. فلذلك سأصفه لك.. لتبحث عنه.. ثم لتدخله بيتك.. بيتك الذي لا تنهد جدرانه.
قلت: أهناك بيت لا تنهد جدرانه؟
قال: أجل.. هو بيتك الحقيقي الذي يسير معك حيث رحلت، ويأوي معك حيث أويت.
قلت: أراك تقصد قلبي؟
قال: أقصد قلبك وعقلك وروحك وحقيقتك.. فهذه المحال هي بيتك الحقيقي الذي لا تفارقه ولا يفارقك.
قلت: فصف لي من تراه أهلا ليسكن فيه.
قال: لا تدخل بيتك معدوما.. فالعدم هباء.. ولن تنال من الهباء إلا ما يناله الظمآن من السراب.
قلت: وهل يمكن لأحد عاقلا كان أو مغفلا أن يدخل بيته معدوما؟
قال: ما أكثرهم.. إنهم ينتشرون في الأرض.. ويملأون قاراتها.. وليس في بيوت قلوبهم وعقولهم إلا الهباء.