تدل
على الحال والاستقبال، للدلالة على أن عمليات التجديد في الخلق الرباني للأشياء
مستمرة غير منقطعة، قال الله تعالى: خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ
فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4) وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ
وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ
وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6 (النحل)
أليس في هذا إعلاناً صريحاً
مخالفاً لما زعمت من أن الدين يقرر أن الطبيعة قد حافظت على سماتها منذ أن خلقها
الله.
وبالنسبة إلى الأجرام السماوية
لا نجد في النصوص الإسلامية ما يدل على هذا الذي افتريته، بل في النصوص ما يدل على
خلاف ذلك، قال الله تعالى: وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا
لَمُوسِعُونَ
(الذريات:47).. فكلمة (موسعون) في الآية تشير إلى أعمال التوسعة المتجددة في
السماء، وذلك لأن هذه الكلمة من صيغ اسم الفاعل، وصيغة اسم الفاعل بقوة المضارع من
جهة الدلالة، هي للتعبير عن الحال أولاً ثم عن الاستقبال.
قال العظم: دعنا من هذا..
وأخبرني ألم تسمع بنظرية (لافوازيه)([68]) التي
تقول: لا يخلق شيء من العدم المطلق، ولا يعدم شيء، وإنما هي تحولات من مادة لطاقة،
أو من طاقة لمادة، أو من مادة لمادة؟
ابتسم حبنكة، وقال: أنت لم تفهم
(لافوازيه).. إن نظريته لا تتحدث عن الكون جميعا.. إنها تتحدث عن مجال معين ذي
أبعاد.. وليس في مستطاعها أن تتحدث عن كل الوجود في كل أبعاده
[68] هو أنطوان لوران لافوازيه (1743 - 1794م) كيميائي فرنسي، وهو مؤسس
الكيمياء الحديثة. قام بقياس أوزان المواد التي تدخل في التفاعلات الكيميائية.