إننا نلحظ
إبداع الخالق فى الزروع والزهور والثمار، وكيف ينفلق الحمأ المسنون عن ألوان زاهية
أو شاحبة توزعت على أوراق وأكمام حافلة بالروح والريحان، ثم كيف يحصد ذلك كله
ليكون أكسية وأغذية للناس والحيوان، ثم كيف يعود الحطام والقمام مرة أخرى زرعاً
جديد الجمال والمذاق تهتز به الحقول والحدائق، من صنع ذلك كله؟
قال مظهر،
وكأنه سكران يهذى: الأرض صنعت ذلك!!
قال الغزالي:
الأرض أمرت السماء أن تهمى، والشمس أن تشع، وورق الشجر أن يختزن الكربون ويطرد
الأوكسجين والحبوب أن تمتلئ بالدهن والسكر والعطر والنشا؟
قال مظهر:
أقصد الطبيعة كلها فى الأرض والسماء!
قال الغزالي:
إن طبق الأرز فى غذائك أو عشائك تعاونت الأرض والسماء وما بينهما على صنع كل حبة
فيه، فما دور كل عنصر فى هذا الخلق؟ ومن المسئول عن جعل التفاح حلواً والفلفل
حريفاً أهو تراب الأرض أم ماء السماء؟
قال مظهر: لا
أعرف.. ولا قيمة لهذه المعرفة!!
قال الغزالي:
ألا تعرف أن ذلك يحتاج إلى عقل مدبر ومشيئة تصنف؟ فأين ترى العقل الذى أنشأ
والإرادة التى نوعت فى أكوام السباخ أو فى حزم الأشعة؟
قال مظهر: إن
العالم وجد وتطور على سنة النشوء والارتقاء، ولا نعرف الأصل ولا التفاصيل!
قال الغزالي:
أشرح لكم ما تقولون! تقولون: إنه كان فى قديم الزمان وسالف العصر