لا تكسلوا في طلب معائشكم فإن آباءنا كانوا يركضون فيها ويطلبونها. وقصد معاذ بن كثير الامام الصادق، وعرض عليه أن يدع العمل، ويستغني بما عنده فنهاه الامام (ع) عن ذلك وقال له: إذن يسقط رأيك ولا يستعان بك على شيء ([6]).

إلى غير ذلك من الأخبار التي تظافرت بها كتب الحديث وقد دلت بوضوح على الأمر بالعمل والنهي عن البطالة والكسل.

وفي قصة سعد الأنصاري العامل المكافح المسلم كفاية، حيث تذكر الروايات أنّ سعداً كان في استقبال النبي (ص) عندما كان عائداً من غزوة تبوك وصافح سعد النبي بيده الخشنة المليئة بالخدوش فسأله النبي عن السبب في ذلك وقال له: «ما هذا الذّي أكبت (أخشن) يديك ؟!»

قال يا رسول اللّه: أضرب بالمرّ والمسحاة فأنفقه على عيالي، فقبّل يده رسول اللّه، وقال: «هذه يد لا تمسّها النّارُ». ([7])

وهذه الحادثة إن دلت على شيء فهي إنما تدل على المكانة الكبيرة التي منحها الاسلام للعامل الكادح الشريف النزيه والى طبقة مهمة من طبقات المجتمع الا وهي طبقة العمال الكادحين، ومن هنا وجدنا من الضروري أن نخاطب شريحة

[6] تهذيب الاحكام ج6 ص329.

[7] مفاهيم القران ج2 ص25.