استلام الحجر في الحجّ تجديد لميثاق يوم الذر

أخرج الحاكم قال: حدثنا عبد الصمد بن علي البزاز ببغداد، ثنا جعفر بن محمد بن شاكر، ثنا الحسن بن موسى الأشيب، ثنا ثابت بن يزيد، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس (رضي الله عنهما)، قال: قال رسول الله: «إنّ لهذا الحجر لساناً وشفتين، يشهد لمن استلمه يوم القيامة بحق».

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وله شاهد صحيح([110]).

فلقد قال الحاكم مرة أخرى: وقد روي لهذا الحديث شاهد مفسـر، غير أنّه ليس من شرط الشيخين، فإنّهما لم يحتجا بأبي هارون، عمارة بن جوين العبدي..

أخبرناه أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى العدل، من أصل كتابه، ثنا محمد بن صالح الكيليني، ثنا محمد بن يحيى بن أبي عمرو العدني، ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، قال: حججنا مع عمر بن الخطاب، فلما دخل الطواف استقبل الحجر، فقال: إنّي أعلم أنّك حجر لا تضرّ، ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله قبلك ما قبلتك، ثم قبله.

فقال له علي بن أبي طالب: «بلى يا أمير المؤمنين، إنّه يضرّ وينفع» بكتاب الله تبارك وتعالى.

قال عمر: وأين ذلك من كتاب الله؟!. قال عليّ بن أبي طالب: قال الله عز وجل: )وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم، وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى( خلق الله آدم، ومسح على ظهره...([111])، فقرّرهم بأنّه الرب،