نام کتاب : عالم الذر نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 40
وقول أبي بن كعب رضوان الله عليه: «فجعلهم أرواحاً، ثمّ صوّرهم، واستنطقهم، فتكلّموا، وأخذ عليهم العهد والميثاق».
صريحٌ أنّ الله تعالى خلق الأرواح أولاً، ثمّ صورها ثانياً؛ أي ركّب للأرواح أبداناً مثاليّة، فصارت أشباحاً؛ كصور الأشياء في المرآة، ثمّ بعد ذلك استنطقها سبحانه وكلّمها.
الزبدة:
الحديث نصّ في أنّ أهل الذر كانوا أرواحاً، ثمّ صوّرهم أشباحاً، وسيأتي هذا عن أهل بيت النبوّة : في الفصل اللاحق بكلّ صراحة ومنتهى الفصاحة..؛ يشهد لذلك قوله سبحانه وتعالى: )وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا (([43]).
قال السمعاني (489هـ): قال مجاهد: خلقناكم في ظهر آدم، ثمّ صورناكم يوم الميثاق، حين أخرجهم كالذر. قال السمعاني: فإن قال قائل: الأمر بسجود الملائكة كان قبل خلق بني آدم، فما معنى قوله: )ثمّ قلنا للملائكة( عقيب ذكر الخلق والتصوير؟!.
والجواب: على قول مجاهد، وقول من صرفه إلى آدم، يستقيم الكلام ([44]).
وقال ابن الجوزي (507هـ): )ولقد خلقناكم( يعني الأرواح، )ثم صورناكم( يعني الأجساد، حكاه القاضي أبو يعلى في «المعتمد» ([45]).
[43]تفسير السمعاني (ت: ياسر إبراهيم): 2: 167. دار الوطن، الرياض.