حكاية ابن حزم الإجماع (456هـ) على هذا!!.

قال ابن حزم الأندلسي في كتابه الفصل: الله تعالى قال: )وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ( وقال تعالى: )وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ( فصحّ أنّ الله عز وجل خلق الأرواح جملة؛ وهي: الأنفس، وكذلك أخبر 7 أنّ: «الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف».

قال ابن حزم: وهي (الأرواح) العاقلة الحساسة، وأخذ عز وجل عهدها وشهادتها وهي مخلوقة مصورة عاقلة، قبل أن يأمر الملائكة بالسجود لآدم على جميعهم السلام، وقبل أنْ يدخلها في الأجساد، والأجساد يومئذ تراب وماء، ثمّ أقرّها تعالى حيث شاء؛ لأن الله تعالى ذكر ذلك بلفظة: )ثم( التي توجب التعقيب والمهلة، ثمّ أقرها عز وجل حيث شاء، وهو البرزخ الذي ترجع إليه عند الموت، لا تزال يبعث منها جملة بعد الجملة فينفخها في الأجساد المتولدة من المني المتحدّر من أصلاب الرجال وأرحام النساء...، قال ابن حزم آخر المطاف: وقد ذكر محمد بن نصر المروزي عن الإمام إسحاق بن راهويه أنّه ذكر هذا القول الذي قلناه بعينه وقال: على هذا أجمع أهل العلم.

قال ابن حزم: وهو قول جميع أهل الإسلام، حتى خالف من ذكرنا([17]).