الفرق بين الأرواح والأشباح والأجساد!!

وثمّة عوالم أخرى غير ما ذكرنا آنفاً، سردها أهل الحكمة والمعرفة، بعضها متضمّنٌ في التسلسل الآنف، غير خارجة عنه، لا مجال للبسط فيها هيهنا، في هذا المختصر..

وأيّاً كان فما ينبغي التأكيد عليه هو أنّ غير واحد من علماء السنة والشيعة المثبتين لعالم الذر، سيما أهل المعرفة والحكمة، ذكروا أنّ هناك عالمين متعلقين بالخلق الإنساني قبل خلق الدنيا، أو هما واحد في مرحلتين..

العالم الأول: عالم الأرواح المجردة، أو النفوس الناطقة، وهي كما ذكرنا ذوات عالمة منزهة عن البدن، متحررة عن زنزانة القالب، فطرها الله تعالى كلّها فرداً فرداً، أو نوعاً نوعاً، على معرفته وتوحيده.

وننبه أنّ مقولة الأرواح المجرّدة وإن كانت مغايرة لمقولة النفوس باعتبار ما، إلاّ أنّهما مترادفان باعتبار وجودهما قبل خلق الدنيا أولاً، وتجرّد كل منهما عن البدن والجسد ذاتاً ثانياً، وأنّهما مفطوران على المعرفة ثالثاً، فتذكّر هذا.

إذ الأرواح هي: عقول متجردة عن البدن والجسد ذاتاً وفعلاً.

أمّا النفوس: فهي متجرّدة عن البدن والجسد ذاتاً لا فعلاً.

ولا يسمح المقام، ولا غرض وريقاتنا المتواضعة بالتفصيل في هذا.

العالم الثاني: عالم الأشباح؛ أي عالم الأرواح أو النفوس بعد عروض البدن عليها، والأشباح هي التي خوطبت بقوله تعالى: )ألست بربكم فقالوا بلى(، فعالم الذر هو عالم أشباح تلى عالم الأرواح في الوجود فيما بيّنا ونبيّن.