نام کتاب : ضابطة أصول الدين نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 44
نصّ الأشاعرة على ذلك
قال الإمام الأشعري الشافعي ، أبو منصور البغدادي (429هـ) : إنْ استدل العاقل -قبل ورود الشرع عليه- على حدوث العالم ، وتوحيد صانعه وقدمه ، وصفاته ، وعدله ، وحكمته ، وعرف ذلك ، واعتقده ، كان موحّداً مؤمناً ، ولم يكن بذلك مستحقاً من الله تعالى ثواباً عليه ؛ فإنْ أنعم الله تعالى عليه بالجنّة ونعيمها كان ذلك فضلاً منه عليه .
ولو أنّه اعتقد -قبل ورود الشرع عليه- الكفر والضلال ، لكان كافراً ملحداً ، ولم يكن مستحقاً للعقاب على ذلك ، فإنْ عذّبه الله تعالى على التأبيد ، فله ذلك ، وليس بعقاب ، وإنّما هو ابتداءٌ منه ؛ كإيلام البهائم والأطفال في الدنيا من غير استحقاق ، وذلك عدلٌ من الله سبحانه وتعالى([28]) .اهـ.
قلت : وهو نصٌ أنّ للعقل عند الأشاعرة أن يستقلّ بإثبات الصانع بل غيره من أصول الدين ، ولم ينازعوا في ذلك إطلاقاً ، أو ليس هذا مورد النزاع معهم نهائياً ..
وإنّما نازعوا في ترتيب الآثار الشرعيّة، من ثواب وعقاب وامتثال ، على اليقينيّات التي استقلّ بها العقل قبل ورود الشرع ؛ فقالوا كما قال البغدادي أعلاه ، من أنّ العقل إذا استقل بعقيدة؛ كاللطف مثلاً، أو حكم شرعي فرعي في العبادات والمعاملات ، فامتثل أو عصى ؛ فإنّه لا قيمة له في الثواب والعقاب قبل ورود النصّ الشرعي .
[28] أصول الدين للبغدادي : 25 . مطبعة الدولة ، دار الفنون التركيّة ، استانبول .
نام کتاب : ضابطة أصول الدين نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 44