responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ضابطة أصول الدين نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 30

الأصل الثالث بين الإجمال والتفصيل

اتّضح أنّ العقل قد استقل باليقين أنّ الخالق سبحانه ؛ لكونه حكيماً عادلاً ليس بظلام للعبيد ، لا بدّ أن يحاسب في الدار الآخرة ؛ فيثيب المطيع ويعاقب العاصي ؛ ضرورة أنّ الحساب -في هذه الدنيا الدنيّة- لم يتحقق.

لكن هل العقل قادر أن يستقل بمعرفة تفاصيل الآخرة..؛ الجنّة والنّار ، والحور العين ، والسراط ، والولدان المخلّدون ، وأنهار الخمر واللبن ، وزبانية العذاب ، والزقوم ، والغسلين...؟!

كلاّ وكلاّ ، فالعقل عاجزٌ تماماً عن أن يدرك ما عند الله تعالى من غيب ؛ فالله تعالى هو عالم الظاهر والباطن ، المحيط بالغيب والشهادة ، لا يعلم الغيب سواه ، ولا الباطن المستور عداه ، وإنّما يفيض ببعض غيبه لمن اصطفى من عباده كما تشاء حكمته وعدله ، وتفاصيل عالم الآخرة من الغيب دون كلام ، فلولا أنّ الله تعالى أعلم أصفياءه بذلك ، ما عرفها حتى المقربون .

فمن ذلك: إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ([20]) .

وقال تعالى : أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (41) فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (42) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (44) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (45) بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ ...، وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ... ([21]) .


[20] سورة ق : 17.

[21] سورة الصافات : 48 .

نام کتاب : ضابطة أصول الدين نویسنده : الشیخ باسم الحلي    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست