نام کتاب : ضابطة أصول الدين نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 30
الأصل الثالث بين الإجمال والتفصيل
اتّضح أنّ العقل قد استقل باليقين أنّ الخالق سبحانه ؛ لكونه حكيماً عادلاً ليس بظلام للعبيد ، لا بدّ أن يحاسب في الدار الآخرة ؛ فيثيب المطيع ويعاقب العاصي ؛ ضرورة أنّ الحساب -في هذه الدنيا الدنيّة- لم يتحقق.
لكن هل العقل قادر أن يستقل بمعرفة تفاصيل الآخرة..؛ الجنّة والنّار ، والحور العين ، والسراط ، والولدان المخلّدون ، وأنهار الخمر واللبن ، وزبانية العذاب ، والزقوم ، والغسلين...؟!
كلاّ وكلاّ ، فالعقل عاجزٌ تماماً عن أن يدرك ما عند الله تعالى من غيب ؛ فالله تعالى هو عالم الظاهر والباطن ، المحيط بالغيب والشهادة ، لا يعلم الغيب سواه ، ولا الباطن المستور عداه ، وإنّما يفيض ببعض غيبه لمن اصطفى من عباده كما تشاء حكمته وعدله ، وتفاصيل عالم الآخرة من الغيب دون كلام ، فلولا أنّ الله تعالى أعلم أصفياءه بذلك ، ما عرفها حتى المقربون .