اتفقت أمهات مصادر التاريخ على أنّ أبا موسى الأشعري في هذا اليوم قد رشّح ابن عمر ـ وبإصرار ـ لمقام الخلافة؛ فمن ذلك ما أخرجه أبو نعيم في حليته بسنده عن جرير بن حازم عن يعلي عن نافع قال: قال أبو موسى يوم التحكيم: لا أرى لهذا الأمر غير عبد الله بن عمر.
فقال عمرو بن العاص لابن عمر: إنّا نريد أن نبايعك، فهل لك أن تُعطى مالاً عظيماً على أن تدع هذا الأمر لمن هو أحرص عليه منك؟!. فغضب، وقام، فأخذ ابن الزبير بطرف ثوبه، فقال: يا أبا عبد الرحمن إنّما قال: تعطي مالاً على أن أبايعك ([67]).
وقال ابن خلدون في تاريخه:
ثمّ دعا أبو موسى الأشعري إلى تولية عبد الله بن عمر، فقال له عمرو بن العاص: فما يمنعك من ابني وهو من علمت؟!..
فقال له أبو موسى: رجل صدق، ولكنّك غمسته في الفتنة.
فقال عمرو: إنّ هذا الأمر لا يصلح إلاّ لرجل له ضرس يأكل ويطعم، وكانت في ابن عمر غفلة، وكان ابن الزبير بإزائه فنبّهة لما قال.
[66] أو أذرح كما هو صريح كثير من مصادر التاريخ، والأمر لا يحتاج وقفة طويلة؛ لأنّ دومة الجندل قريبة من أذرح جداً....
[67] حلية الأولياء 1: 293، 294.، 294، سير أعلام النبلاء 3: 226، تاريخ الإسلام: 549 عهد الخلفاء الراشدين
نام کتاب : الإتحاف في خطر الإشاعة و الإرجاف نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 98