التنبيه الثامن
الإشاعة المركبّة والإشاعة البسيطة

ذكرنا في الطيات أنّ الإشاعة على قسمين:

الأولى: إشاعة بسيطة ساذجة، ربما لا تخفى على كثير من الناس الواعين.

والثانية: إشاعة خفيّة خطيرة.

وهيهنا نتسائل: ما هي العناصر المقوّمة لحقيقة الإشاعة الخطيرة؟!!.

الجواب: هو أن تكون مركبّة من مجموعة إشاعات؛ فإذا كانت الإشاعة الساذجة البسيطة لا ينكشف أمرها لجلّ البسطاء إلاّ بعد وقوع الفأس في الرأس، كما هو مشاهد في الواقع الخارجي، فكيف بالمركب منها..

فالإشاعة المركبة (من مجموعة إشاعات وإرجافات) قادرة على التمظهر بمظهر دين كامل، كما في إشاعة الأقانيم المركبة طولاً وعرضاً من إشاعة الحلول وغيرها..، والتمشكل بشكل فلسفة تامة، كما في إشاعة الإباحيّة تحت مسمى الوجوديّة، والتمصيغ بصيغة مذهب اجتماعي متكامل، كما في إشاعة الإلحاد تحت مسمّى الوضعيّة (= مراحل البشريّة الثلاث) لأوغست كونت..

والأمثلة العاجلة التي سردناها فيما مضـى لكفيلة بإيقاف الذهن المتوسط على شواطىء هذه الحقيقة المرّة..؛ فليست الإشاعة المركبة إلاّ مجموع عشـرات وربما مئات الإشاعات طولاً وعرضاً، كل ذلك في منظومة واحدة..