نام کتاب : الإتحاف في خطر الإشاعة و الإرجاف نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 41
التنبيه السابع الأصل المعرفي للإشاعة الشديدة.
ربما يتسائل المفكّرون، كيف تسنّى للإشاعة الكاذبة (=الإرجاف) أن تسيطر على مسيرة التاريخ وتلعب بمعارف العقل الإنساني وبديهيّاته، بل الشـرع وضروراته، من أين استمدت هذه القوّة؟!!
قلنا: من خلال المركّب من مجموع إشاعات، وسيأتي الكلام في التنبيه الآتي فانتظر..
عدا هذا فبالأفكار التي تشبه الحقيقة مع أنّها زيف أو خرافة أو أسطورة، وهو ما عبّر عنه القرآن الكريم بالمتشابه، حيث قال: )فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ (([32]).
وقد اختلف العلماء في معنى المتشابه حتى النخاع، ولا داعي لذلك، خاصّة وأنّ أكثر اختلافهم ـ فيما نرى ـ ترف علمي لا قيمة له، لا يقدّم ولا يؤخّر في عالم الفحص والتحقيق..
وأياً كان فالمتشابه: هو المردد بين معنيين أو أكثر؛ من قبيل لفظ الفاحشة كما في المثال الماضي، وتقريباً للأذهان هو ما كان من قبيل التردد في اسم الراوي المشترك؛ فمحمد بن علي على سبيل المثال، مرددٌ بين القرشي الثقة، وبين أبي سمينة الكذاب، وقس على ذلك.