التنبيه الثالث
الحكم المتعلّق بالإشاعة!!

كما يلزم التنبيه إلى أنّ الإشاعة على إطلاقها لا يتعلّق بها نهي شرعي؛ فإشاعة العلم ومطلق الخير، مطلوبة شرعاً ممدوحة عقلاً..؛ إذ النهي كما لا ينبغي أن يخفى لا يتعلّق إلاّ بما قصد فيه هتك حرمة المسلم وإيذائه واغتيابه دون وجه شرعي، ويلحق بهذا غير المسلم ممّن له حرمة ما في الشرع؛ كالكتابي بل غيره ولا يسعنا التفصيل..

وأيضاً فالنهي ـ علاوة على تعلّقه بالفرد ـ يتعلّق بما فيه زعزعة صف المسلمين واضطراب قلوبهم واغتمامهم، كما سنبين في التنبيه الآتي..

الزبدة:

الإشاعة على قسمين باعتبار متعلّقها:

الأول: الإشاعة الممدوحة، كمن يشيع مكارم الأخلاق ومطلق الخير؛ سيما العلوم المتعلقّة بمقامات أهل البيت القدسيّة الواردة عن نبيّ الرحمة 9، وكذا إشاعة ما به يتمّ الدفاع عنها..

الثاني: الإشاعة المبغوضة، وهي التي تناولها كتابنا هذا.

وربما يقال بأنّ الإشاعة عند الإطلاق تنصـرف عرفاً إلى المبغوضة، لكثرة الاستعمال، وهو وجه، فتدبّر!!.