أخرج إمام الحنابلة أحمد بن حنبل (241هـ) قال: حدثنا وكيع حدثنا يونس بن أبي إسحق عن بريد بن أبي مريم السلولي عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي: قال: علمني رسول الله كلمات أقولهن في قنوت الوتر: «اللَّهُمَّ اهدني فيمن هديت، وعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقضـى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، سُبْحَانَكَ رَبَّنَا تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ».
قلت: الحديث صحيح بإجماع أهل السنّة، له أكثر من طريق. وهو نص أنّ الله تعالى قد قضى أنّ يغيّر شرّ قضائه بالدعاء..، وهذا بداء..
ولا يقال: بأنّ الشرّ لا يقع من الله تعالى، بل من العبد؟!!!.
قلنا: بلى، لكنّه لا يقع إلاّ بإذنه سبحانه، غير خارج عن سلطانه وقدرته وعلمه وحكمته وإيجاده، بل لا يمكن للشرّ أن يوجد لولا قضاء الله تعالى في إيجاده لحكمة الابتلاء..، غاية الأمر أنّ العبد قد اختاره، وبإيجاز فالله خالق كلّ شيء..، وقبّح الله مقالة قدريّة هذه الأمّة الذين نفوا
[108] مسند أحمد (ت: أحمد شاكر) 2: 343، رقم: 1718. دار الحديث، القاهرة.