يدلّ عليهما معاً قوله تعالى: ) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ( وقد أجمع مفسرو السنة والشيعة أنّ ) حتى نعلم ( أي حتى يظهر لنا فعل العبد موجوداً في الخارج، طاعة أو معصية؛ فإذا ظهرت الطاعة أو المعصية لله تعالى خارجاً، أظهر الله تعالى ثوابه أو عقابه، تشريعاً أو تكويناً بناءً عليها..؛ ومن ذلك في التكوينيّات قوله تعالى: ) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (([145]). وفي التشريعيات: ) فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ(([146]).
وبعبارة أخرى: فالبداء هو النسخ في التشريع والتكوين، وهما مترتبان على أفعال العباد، طاعة أو معصية.
الزبدة: فالبداء ظهور لله تعالى، وظهور منه سبحانه، ومثلنا لذلك بقصّة النبي يونس 7 وقومه..؛ فالله تعالى لم يظل قوم يونس بعذاب إلاّ بعد أن أظهروا الإصرار على الكفر، كما أنّ قذوم يونس لما أظهروا التوبة،