القسم الثاني: المجرمون الطغاة، وهؤلاء قليل جدّاً؛ كهمل النعم، وفي لسان الروايات الثابتة هم من محض الطغيان محضاً؛ كقوم لوط وصالح، ولا ريب في أنّهم قليل جدّاً قياساً ببقية ما خلق الله سبحانه وتعالى.

إذا اتّضح هذا فالانتقام من هؤلاء هو أيضاً خير ورحمة؛ فالله تعالى يحب بسط الرحمة لعامّة ما خلق من بقيّة خلقه؛ إذ قد كتب الله تعالى على نفسه الرحمة؛ لكن قام البرهان القطعي ناهيك عن البيان على امتناع نزولها مع وجود هؤلاء الطغاة؛ فوجب اجتثاثهم.

فانتقم الله تعالى من القليل؛ ليرحم الكثير؛ إذ الكثير لا يرحم مع وجود القليل؛ فوجب بمقتضى فضل الله إعدام المانع، وفي المقام كلام ونقض وإبرام، لا مجال له هنا.