responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 84

الأصل الأوّل: الرحمة والخير

فبعد أن وقفنا تفصيلاً على أسباب البلايا والمصائب لنا أن نتسائل منهجياً عن غاية الله الأساس منها، وغرضه الأسمى سبحانه..؟!!

والجواب: إنّ الأصل هو أنّ الله تبارك وتعالى خلق الخلق؛ ليرحمهم ويعمّهم بالخير، لا ليعذبهم وينتقم منهم؛ يدل عليه قوله تعالى: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ([174]).

أي للرحمة خلقهم؛ وإنّما يعاقبهم على ذنوبهم؛ ليطهّرهم ويرحمهم ويغدق عليهم بالخير.

إشكال وجواب!!

أين الرحمة في انتقام الله تعالى من قوم لوط على سبيل المثال؟! فلقد يقال: إنّ هذا نقمة، وهو يناقض معنى الرحمة حقيقةً ومفهوماً وواقعاً!!

قلنا: اتّضح في السبب الأوّل أنّ الله تعالى يؤاخذ كلّ مذنب مؤاخذة تكوينيّة؛ بيد أنّ المذنبين على قسمين، كالآتي:

القسم الأوّل: وهؤلاء هم أكثر البشـر؛ فهؤلاء وإن فسدوا وفسقوا، لكنهم لم يصلوا مرحلة الطغيان أبدياً، ولم يعدموا نور الفطرة نهائياً، ولا شعاع الحقيقة كلياً؛ فتكون مؤاخذة الله تعالى التكوينيّة بالمحن والشدائد، رحمة لهم وتطهيراً، على حسب درجاتهم وتكوينهم.


[174] سورة هود: 118-119.

نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست