نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي جلد : 1 صفحه : 79
السبب الخامس: الغفلة والإعراض عن الله تعالى
الله تعالى يحبّ أن يتصل به عباده؛ لأنّه يحبّهم، وعلّة ذلك – تكويناً - عدم نزول رحمته الخاصّة على من ليس له قرب منه سبحانه، وهذا بديهي عند أهل البرهان من أهل المعقول، وهو الحقّ؛ فمن لا يبالي بقدس الرحمان، البعيد عن الله تعالى بالعصيان، لا يكون قريباً منه تعالى، فلا تناله زلفى ورحمة في الدارين، وإلاّ لزم المحال؛ فتعيّن أن يبتلوا لينالوا زلفى الله تعالى.
قلت: حال غالب الخلق هو هذا؛ فإنّهم يعرضوا عن الله من دون بلاء ومحنة؛ كضرّ البحر في الآية الشريفة.
روى الكليني في هذا عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان وعلي بن النعمان، عن عمار بن مروان، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله قال: «نعم الجرعة الغيظ لمن صبر عليها؛ فإنّ عظيم الأجر لمن عظيم البلاء، وما أحبّ الله قوماً إلاّ ابتلاهم» ([165]).