نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي جلد : 1 صفحه : 77
وبما تقدم يرتفع ما يمكن توهمه من أن سبب ما يصيب الأنبياء والأولياء من مصائب هو الذنب والعياذ بالله، كما توهم ذلك يزيد بن معاوية لعنه الله، فقد روى صاحب تفسير نور الثقلين أنّه لما دخل على بن الحسين على يزيد ونظر إليه قال له: يا علي: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ!!.
فقال عليّ بن الحسين : «كلاّ، ما هذه فينا نزلت إنّما نزل فينا: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ فنحن لا نأسى على ما فاتنا من أمر الدنيا ولا نفرح بما أوتينا»([156]).
فأشار الإمام إلى أنّ ما يصيبهم من نوازل لم يكن بسبب ذنب اقترفوه كما هو مؤدى الآية الأولى، وإنّما هو لطفٌ بهم ونعمة؛ ليرفع درجاتهم.
ومن هذا الباب ما رواه الكليني بإسناده عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إنّ في الجنة منزلة لا يبلغها عبدٌ، إلاّ بالابتلاء في جسده» ([158]).