نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي جلد : 1 صفحه : 74
قال أمير المؤمنين: «ألا إن الله تعالى قد كشف الخلق كشفة، لا أنه جهل ما أخفوه من مصون أسرارهم ومكنون ضمائرهم، ولكن ليبلوهم أيهم أحسن عملاً، فيكون الثواب جزاء والعقاب بواء»([147]).
وفي الحقيقة نجد هذا المبدأ يطابق حتى بعض الأنظمة والقوانين الوضعية فلا يعاقب الإنسان بمجرد نيته السرقة، بل لابد من تحققها منه في الخارج، وهنا يأتي دور البلاء والاختبار ليظهر مكنونات قلب الإنسان الخيرة والشريرة.
وقد أشار إلى هذا النوع من البلاء، قوله تعالى: إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجنَّةَ وَلَمّا يَعْلَمْ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ([148]).
وعن أمير المؤمنين في قوله تعالى: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ: «ومعنى ذلك أنه سبحانه يختبر عباده بالأموال والأولاد؛ ليتبين الساخط لرزقه، والراضي