نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي جلد : 1 صفحه : 73
السبب الثالث: الاختبار
السبب الثالث هو: الاختبار؛ فالمراد منه إظهار مكنون نفس المبتلى، فقد يظهر العبد إيماناً ويبطن كفراً، لكن في المواقف الصعبة والشديدة ليس له إلاّ الظهور على حقيقته؛ أهي طيّبة أم خبيثة، كما قال أمير المؤمنين : «في تقلب الأحوال، علم جواهر الرجال، والأيام توضح لك السرائر الكامنة»([142]).
ومنه قول إبليس - لعنه الله - عند تكليفه وابتلائه بالسجود لآدم: قَالَ لَمْ أَكُنْ لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ([145])، فلولا هذا الاختبار والابتلاء ما ظهرت حقيقته وكبره وحسده، وقد كان يتمثل بالعبادة، وهذا لا يعني إنه تعالى: كان جاهلاً بحقيقته – والعياذ بالله – قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ ([146])، غاية ما في الأمر أنّه تعالى ألزم نفسه بمقتضـى عدله أن لا يعاقب أحداً إلاّ بعد صدور المعصية منه، ولا يكفي علمه تعالى بنيته في ارتكابها.