responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 24

تبصرة!!

اتّضح ممّا سبق أنّ البلاء مشترك لفظي في معان ثلاثة، هي: الاختبار، والنعمة، والمحنة.

ويلزم التبصرة بثلاثة أمور:

الأوّل: كثرة استعمال أهل اللسان الفصحاء البلاء بمعنى الاختبار، بل الغالب عند المتشرّعة العلماء، استعماله بهذا المعنى؛ كونه الأصل عندهم، على ما عرفت.

الثاني: كثرة استعمال لفظ البلاء – عرفاً - بمعنى المحنة والشدّة، ومصاديق ذلك كثيرة، منها: المصيبة، ومنها: المرض، ومنها: العذاب والنقمة، ومنها: العقاب، ومنها: نقصان الثمرات والأولاد، والحرب، وتسليط الظالم ونحو ذلك؛ فكلّ ذلك يدرج تحت البلاء بمعنى: المحنة.

الثالث: ندرة استعمال لفظ البلاء بمعنى النعمة، بل قد لا يستعمل، فيما قال غير واحد من العلماء إلاّ مقيّداً؛ كما في قوله تعالى: وَلِيُبْلِيَ المؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَناً بيانه..

لماّ كان استعمال لفظ البلاء في معنى المحنة كثيراً، وفي معنى الاختبار كثيراً أو غالباً؛ فإنّ استعماله بمعنى النعمة من دون تقييد يوجب اللبس بين هذه المعاني الثلاثة عادةً؛ فوجب التقييد لذلك؛ فيقال مثلاً عن أصحاب الحسين في كربلاء: أبلوا بلاءً حسناً، فيقيّد البلاء بالحُسْنِ لهذا الغرض.

ولا نتناسى أنّ القرينة الخارجيّة ثابتة قطعاً في حسن بلاء أصحاب الحسين عليه وعليهم السلام، وقد سقناه تبركاً، وإنّما كلامنا فيما يوجب اللبس ممّا تجرد عن القرينة.

نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست