responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 157

وجه المصلحة في هذه المصائب العامة؟!

قد تقدم في معرض كلامنا حول أسباب المصائب أن من ورائها وجوه حسنة ومصالح ذكرناها تفصيلاً، وأيدنا ذلك بقوله تعالى: الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ([373])، وبما إن هذه الكوارث العامة مخلوقة له تعالى: قُلْ اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ([374])، فلابد أن تكون حسنة، ومن وراءها غاية صالحة وفائدة ترجع إلى الإنسان لاستغنائه تعالى عن خلقه وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ ([375])، فما هي هذه المصلحة والفائدة؟!

والجواب: تقدم ايضاً انه تعالى لم يخلق هذا العالم عبثاً بلا غاية وهدف،وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ([376])، وغايته أوضحها القرآن بقوله: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ([377])، وكما في الإنسان إذا صنع شيئاً لغاية ما وعرض ما يمنع وصول هذا الشيء لغايته فإنه يرفع هذا المانع ويزيل هذا العائق، كذلك الله تبارك وتعالى يسوق الإنسان إلى سعادته الوجودية وكماله الذي خلق من أجله وهو الرجوع إليه، فإذا عرض لهذا السير عائق مانع يوجب توقفه، قوبل ذلك بما يدفع العائق المذكور أو يهلك الجزء الفاسد.

فالمصلحة إذن من وراء هذه الابتلاءات العامة هو إزالة الأقوام التي تمنع وصول نوع الأنسان إلى سعادته وكماله الذي خُلق من اجله.



[373] سورة السجدة: 7.

[374] سورة الرعد: 16.

[375] سورة محمد: 38.

[376] سورة الأنبياء: 16.

[377] سورة المؤمنون: 115.

نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست