responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 121

مراتب الشكر

ومن خلال معرفة حقيقة الشكر، وإنها حقيقة مركبة من أمرين هما الثناء ووضع النعمة في الموضع الذي أراده تعالى منها، يتضح للشكر مراتب متعددة، فمنه ما يلازم الإخلاص التام ويختص بالمعصومين %، ومنه ما دون ذلك، ولزيادة بيان الأمر نذكر هذه المقدمات:

المقدمة الأولى: وصف الله تبارك وتعالى بعض عباده بالشاكرين كقوله عز من قائل مخاطباً نبيه المصطفى : بَلْ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ([272])، وقوله: وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ([273])، وقوله: وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ([274])، وقال: قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ([275]).

المقدمة الثانية: إن إطلاق الفعل لا يدل إلاّ على تلبس ما، بخلاف الوصف فإنه يدل على استقرار التلبس وصيرورة المعنى الوصفي ملكة لا تفارق الإنسان، ففرق بين قولنا: الذين أشركوا، والذين صبروا، والذين ظلموا، والذين يعتدون، وبين قولنا: المشركين، والصابرين، والظالمين، والمعتدين، فالشاكرون هم الذين ثبت فيهم وصف الشكر واستقرت فيهم هذه الفضيلة، وقد بان أن الشكر المطلق هو أن لا


[272] سورة الزمر: 66.

[273] سورة آل عمران: 144.

[274] سورة الأنعام: 53.

[275] سورة الأعراف: 144.

نام کتاب : الحکمة من بلاء و الموقف المنه نویسنده : الشیخ مقداد الربیعي    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست