معنى المثليّة في قوله : «مثله»

أخرج الصفّار في هذا قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن الحرث، عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ألستَ حدثتني أنَّ علياً عليه السلام كان محدثاً؟!!.

قال عليه السلام: «بلى».

قلت: من يحدثه..؛ فأقول إنّه نبي أو رسول؟!!.

قال عليه السلام: «لا، بل مثله مثل صاحب سليمان، ومثل صاحب موسى، ومثل ذي القرنين..؛ أما بلغك أنّ علياً سئل عن ذي القرنين فقالوا: كان نبياً؟!.

قال عليه السلام: «لا، بل كان عبداً أحبَّ الله فأحبَّه، وناصح الله فنصحه؛ فهذا مثله »([391]).

قلت: إسناده صحيح.

فالمثليّة تعني أنّ أمير المؤمنين عليّ، وذي القرنين، وبقيّة الأوصياء، من جنس واحد، وهو جنس المحَدَّث المطهَّر المصطفى، العالم بالعلم اللدنيّ، الذي أحبّ الله، فأحبّه الله، وناصح الله، فنصحه الله.

وقد تقدّم قول إمامنا الصادق: «لا، ولكنّهم علماء، كمنزلة ذي القرنين في علمه، وكمنزلة صاحب موسى، وكمنزلة صاحب سليمان» أي بالعلم اللدنّي.

[391] بصائر الدرجات (ت: حسن كوجة باغي): 387. مطبعة الأحمدي طهران.