نام کتاب : الجَلِيُّ في عِصْمَةِ آلِ النَبِيِّ نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 183
قال تعالى: إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ([276])
أجمع أهل السنّة أنّ المنذر هو النبيّ محمد ، وقد اختلفوا في تفسير معنى الهاد على ثلاثة أقوال: أوّلها تام، وآخران في غاية الوهن، كالآتي:
القول الأوّل: الهاد، رجلٌ آخر غير النبيّ .
فالهاد هو: كلّ من له الأهليّة السماويّة لأن يكون عاصماً من الضلال.
وكونه غير النبيّ، ظاهر من الآية؛ لمكان العطف؛ إذ الأصل في العطف، المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه.
على أنّ هذا التفسير، بعيد عن أدنى تكلّف، منزّه عن كلّ إشكال، مبرّء من مؤونة التقدير، والظهور حجّة إجماعاً، يشهد له النّص الصحيح عن النبيّ أنّه غيره عليهما السلام ، وسيأتي سرده.
القول الثاني: الهاد نفس النبيّ .
وبطلانه ظاهر؛ للزوم الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بحرف جرّ، وهو قبيح جدّاً، ركيك أبداً، ينزّه عنه أهل اللسان؛ فكيف القرآن؟!!.