نام کتاب : الجَلِيُّ في عِصْمَةِ آلِ النَبِيِّ نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 149
ننبّه -كما نبّهنا مراراً وتكراراً- أنّ عصمة أمّ موسى ومريم وفاطمة وخديجة وسارة و...، عليهنّ السلام، لا تعني سوى الطهارة والاصطفاء والتنزّه عن الخطأ، ولا تعني أنّ لهنّ عليهنّ السلام مقام الأئمّة والأوصياء، أو الرسل والأنبياء :، فالثاني خاص بالرجال إجماعاً وضرورة، فلا تذهل عن هذا.
قلت: هذه الآيات ظاهرة في عصمة سارة صلوات الله عليها، لمجموع أمور، بما هي مجموع:
الأوّل: مُحدَّثة؛ تحدّثها الملائكة.
قال الله تعالى من فوق سبع سماوات: فَبَشّـَرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ. فالله تعالى هو من بشّرها ؛ إمّا مباشرة ، وإمّا بتوسّط الملائكة؛ والأظهر الثاني يدلّ عليه قوله تعالى: قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ، والقائل لها في هذه الآية، في قول أكثر المفسّرين، هم الملائكة؛ فلقد كانوا يخاطبونها وتسمعهم.
وافتراض أنّ هذا إلهاماً مجرّداً ، جزافٌ واضح ، ناهيك عن أنّ السياق والظاهر يأبيانه ؛ فأي إلهام هذا يقتدر على : فَبَشّـَرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ.