قال الله تعالى في القصص: وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ([206]).
وفي طه قال عزّ اسمه: إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ مَا يُوحى (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي([207]).
قال مقاتل في تفسيره: وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى واسمها يوكابد، من ولد لاوي بن يعقوب )أَنْ أَرْضِعِيهِ( فأمرها جبريل عليه السلام بذلك ([208]).
قلت: أجمع أهل القبلة، أنّ أمّ موسى من الأسباط دون خلاف عظّمها الله تعالى بالوحي ، جبرائيل أو غيره :، فتعيّن القول بعصمتها .
ولقد مرّ قوله تعالى: إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً([209]).
وفي آل عمران: قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ([210]).
وحاصل ذلك أنّ الوحي النازل عل أمّ موسى، من جنس وحي الأنبياء، وإن لم تكن صلوات الله عليها من الأنبياء ولا الأوصياء، فتعيّن القول بالعصمة.
[206] سورة القصص: 7.
[207] سورة طه: 38-39 .
[208] تفسير مقاتل 3: 336. إحياء التراث، بيروت. ت: عبد الله شحاتة.
[209] سورة النساء: 163.
[210] سورة آل عمران: 84.