إثبات عصمة مريم عليها السلام

تحقق الإجماع على أنّ الله تعالى لا يبعث نبياً، ولا يرسل رسولاً، إلاّ إذا كان رجلاً، ومريم (س) خير مثال على عصمة من ليس بنبي ولا رسول، ومريم من الأسباط، من بنات يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم :، فهاك ما قال الله تعالى فيها في مجموع أمور كالآتي:

الأوّل: الكلام مع جبرائيل والملائكة.

قال تعالى : إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وقد تحقّق أنّ مريم من الأسباط عرفاً وشرعاً..

يدلّ عليه قوله الله تعالى: إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشّـِرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ([185]).

وقال الله سبحانه وتعالى في كلامها مع جبرائيل : فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيّاً (17) قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً (18) قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّاً (19) قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً (20) قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكانَ أَمْراً مَقْضِيّاً([186]).

قال الإمام السمرقندي (373هـ) في تفسيره: قال لها جبريل: إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا([187]).

[185] سورة آل عمران: 42.

[186] سورة مريم: 18-21.

[187] تفسير السمرقندي 1: 213.