وتقريب الاستدلال على عصمة لقمان صلوات الله عليه، مع أنّه ليس بنبي إجماعاً، أن يقال:
إنّ الله لا يؤتي الحكمة اللدنيّة لأحد من خلقه تعييناً - بالنص عليه في كتبه السماوية - مباشرة دون واسطة، إلاّ إذا كان معصوماً، والقرآن هو الناطق بذلك؛ إذ لم تؤت الحكمة، إيتاءً لدنيّاً، لغير المعصومين..
فعلى سبيل المثال قال الله في داود عليه السلام: وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ([170]). وقال أيضاً: وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَاب ([171]).
أمّا أنّ لقمان ليس بنبي، فممّا أجمع عليه السنة والشيعة، إجماعاً محقّقاً، ولم يخدش في هذا الإجماع من شيء..
قال ابن كثير (774هـ) في تفسيره: جمهور السلف على أنّه لم يكن نبياً، وإنّما ينقل كونه نبياً عن عكرمة إنْ صح السند إليه، فقد رواه ابن جرير من طريق جابر عنه، وهو ضعيف([172]).