الدعوى الخامسة

كرسي المختار وتابوت بني إسرائيل

أراد خصوم المختار التشنيع عليه بالكرسي الذي كان يحمله أينما ذهب فيما رووا ، وإنّما هو –على ما رووا أيضاً- كرسيّ عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه ، كان يتبرك به لا أكثر ولا أقل ..

قال ابن الجوزي (597هـ) في المنتظم : وفي ذلك الكرسي قولان([218]) :

القول الأوّل : إنّه كرسيّ عليّ 7 اتّخذه المختار للتبرّك.

قال البلاذري (279هـ) في أنسابه : وحدثني عباس بن هشام ، عن أبيه ، عن جدّه قال: قيل لابن عمر إنّ المختار يعمد إلى كرسي عليّ بن أبي طالب ، فيحمله على بغل أشهب ، ويحفّ به الديباج ، ويطيف به أصحابه ، يستسقون به ويستنصرون ([219]).

قلت : وهو من التبرك بآثار الصالحين والصديقين ، كما كان يفعل طالوت صلوات الله تعالى عليه ، وعلى جواز التبرّك بآثار الصالحين إجماع أهل القبلة ، إلاّ التيميين أتباع ابن تيمية ، فبّدعوا ذلك ، بل صرّح بعضهم أنّه شرك .

[218] البقرة : 247.

[219] أنساب الأشراف (ت: سهيل زكار) 6 : 414. دار الفكر ، بيروت .