وقوع التحريف في حديث مجالد

أخرج الإمام يعقوب الفسوي (277هـ) قال : حدثني أبو عثمان ، حدثنا أبي ، حدثنا مجالد ، عن عامر قال: كنت أجالس الأحنف بن قيس فأفاخر أهل البصرة بأهل الكوفة، فبلغ منه كلامي ذات يوم وأنا لا أدري، فقال: يا جارية هات ذلك الكتاب.

فجاءت به، فقال: اقرأوا -وما يدري أحد من القوم ما فيه- قال:

فقرأته فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم من المختار بن أبي عبيد إلى الأحنف بن قيس ومن قبله من ربيعة ومضر أسلم أنتم؟ فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد: فويل لأم ربيعة ومضر، وإن الأحنف مورد قومه سقر حيث لا يستطيع بهم الصدر، وإنّي لا أملك لكم ما خط في القدر، وإنّه بلغني أنكم تكذبوني وتؤذون رسلي، وقد كذبت الأنبياء وأوذوا ، من قبلي ، ولست بخير من كثير منهم والسلام([210]).

قلت : وفحواه أنّ المختار خيرٌ من بعض الأنبياء عليهم السلام والعياذ بالله تعالى ، وننبّه أنّ نص الفسوي أعلاه ، دليلُ كلّ من زعم أنّ المختار ادعى النبوّة ، وهو دليل واه فاشل خاوٍ عليل ..

فناهيك عن ضعف إسناده بمجالد على المشهور السنّي ، فثمّة تحريف في أصل كتاب المختار .

[210] تاريخ الفسوي(ت: أكرم العمري) 2: 31 . مؤسسة الرسالة ، بيروت.