وقال ابن الملك الحنفي (854هـ) : قيل: الكذاب هو : المختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي؛ فإنّه كان متدلساً مشغوفاً بطلب الدنيا بالدين، يُظهر الخير ويُضْمر الشر، وكان يبغض عليًا، وقد عُرف ذلك منه، وكان يدَّعي موالاته، وقام طالباً لثأر الحسين، وكان غرضُه صرفَ وجوهِ الناس إليه توسُّلًا لطلب الإمارة، وأفسد على قومٍ من الشيعة عقائدَهم، يُنسَبون إليه يقال لهم: المختارية، وقيل: سمّاه كذاباً؛ لادعائه النبوة بالكوفة([196]).

قلت : فلاحظ ؛ فليس عند أهل السنّة غير القيل في أحسن التقادير ؛ إذ ليس عندهم من دليل راجح ، عن القرآن وسنّة رسول الله 2، لما زعموه تفسيراً للحديث .

ويكفي في اضطراب أهل السنّة قول ابن الملك : إنّ المختار يبغض علياً ؛ فلا ندري أهو جهل محض أم ماذا؟!!.

قول النووي

قال النووي (676هـ) : وقولها في الكذاب : فرأيناه ؛ تعني به المختار بن أبي عبيد الثقفي..؛ كان شديد الكذب ، ومن أقبحه أنّه ادعى أنّ جبريل صلى الله عليه وسلم يأتيه ، واتفق العلماء ، على أنّ المراد بالكذاب هنا : المختار بن أبي عبيد ، وبالمبير : الحجاج بن يوسف([197]) .

[196] شرح المصابيح(ت: نور الدين طالب) 6: 390، رقم: 4690. إدارة الثقافة الإسلاميّة.

[197] شرح النووي على مسلم 16: 100، رقم: 2546. دار إحياء التراث العربي ، بيروت.